tram
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من الذى حرك قطعة الجبن؟

اذهب الى الأسفل

من الذى حرك قطعة الجبن؟ Empty من الذى حرك قطعة الجبن؟

مُساهمة من طرف ملك لترام الثلاثاء أبريل 15, 2008 2:11 am


من الذى حرك قطعة الجبن؟





كانت هناك أربع شخصيات صغيرة تجري داخل متاهة بحثاً عن قطعة جبن لتحيا حياة سعيدة، والشخصيات هي: فأران اسمهما "بندق" و"زيزو"، وقزمان اسمهما "حمزة و"تميم"، وكانت المتاهة عبارة ممرات وحجرات يحتوي بعضها على جبن لذيذ، وأركان مظلمة وممرات لا تؤدي إلى شيء.

واكتشف الجميع ما كانوا يبحثون عنه، في أحد الممرات بـ"محطة الجبن ج"، وبعد ذلك تعودت الشخصيات الأربع كل صباح على ارتداء ملابسها والتوجه إلى المحطة حتى أصبح روتيناً، فالفأران عندما يصلا إلى المحطة يقوما بربط حذائهما حول رقبتيهما، حتى يسهل عليهما الوصول إليهما عند الحاجة، لكن القزمان يستيقظان في وقت متأخر، ويرتديان ملابسهما في بطء .. وبمجرد وصولهما إلى المحطة يقوما بتعليق ملابسهما وخلع حذاءيهما وارتداء خفيهما وكان حمزة يقول: "ما أعظم هذا! .. هنا جبن يكفينا مدى الحياة".
من الذي حرك الجبن؟
وذات صباح وصل "بندق" و"زيزو" إلى محطة الجبن "ج" ليكتشفا عدم وجود الجبن، لم يندهشا لذلك حيث أنهما لاحظا أن مورد الجبن كان يتناقص كل يوم، وكانا مستعدين لذلك، أعادا ارتداء نعليهما وقررا أن يتغيرا، وانطلقا بحثاً عن جبن جديد.

وفي وقت متأخر من نفس اليوم، وصل "حمزة" و"تميم" ولم يكونا مهيئين لما وجدا صرخ "حمزة" قائلاً: من الذي حرَك قطعة الجبن الخاصة بي؟ وحرك "تميم" رأسه في حالة من عدم التصديق، وكل ما فكرا فيه هو التحديق في محطة الجبن "ج" الخالية من الجبن ليتأكدا من حقيقة اختفاء الجبن، وبينما تحرك بندق وزيزو سريعاً .. استمر حمزة وتميم في الثرثرة والتلعثم.

عاد "حمزة" و"تميم" إلى منزلهما في هذه الليلة جائعين مثبطي الهمة، وقبل المغادرة كتب "تميم" على الجدار: "كلما كانت قطعة الجبن هامة بالنسبة لك، فأنت في حاجة إلى الاحتفاظ بها رغم ما تواجهه من صعاب"!
أين "بندق" و"زيزو"؟
في اليوم التالي عاد "حمزة" و"تميم" للمحطة "ج"، حيث كانا يتوقعان أن يعثرا على الجبن، لكن لم يتغير الموقف، ونظر "تميم" حوله قائلاً: أين "بندق" و"زيزو"؟ هل تعتقد أنهما يعرفان شيئاً غير ما نعرف؟.. قال "حمزة": ما هو الشيء الذي قد يعرفانه؟ واستطرد قائلاً: "ما هما إلا مجرد فأرين، أما نحن فبشر نتميز بقدرتنا على تفسير ما حدث"، واقترح "تميم": دعنا ندخل المتاهة ونبحث عن جبن جديد، رد "حمزة": يا إلهي بل سوف أتطرق إلى أعماق هذا الأمر.

وبينما كان "حمزة" و"تميم" يحاول يحللا الموقف.. كان "بندق" و"زيزو" قد تغلبا بالفعل على ما حدث، ودخلا المتاهة باحثين عن الجبن في كل محطة، حتى ذهبا إلى أحد الأماكن بالمتاهة وهو محطة الجبن "ن"، وصرخا مبتهجين.. فقد وجدا مورداً كبيراً للجبن الجديد.

ومن لحظة لأخرى كان "تميم" يفكر في صديقيه "بندق" و"زيزو" ويتساءل عما إذا كانا قد توصلا إلى أي جبن، حتى أنه تخيل أنهما قد وجدا جبناً جديداً ويستمتعان به، وفكر في مغامرة دخول المتاهة للحصول على جبن بل بدأ يشعر بطعمه، ثم صاح قائلاً: "فلنذهب بعيداً عن هنا".

أجاب "حمزة" سريعاً: كلا، إنني أحب هذا المكان وأشعر فيه بالراحة لأني أعرفه، بالإضافة إلى أن المحيط الخارجي محفوف بالمخاطر، رد "تميم" قائلاً: الأمر ليس كذلك، لقد جرينا من قبل في أماكن عدة داخل المتاهة ويمكننا القيام بذلك مرة أخرى، قال "حمزة": "أخشى أن أضل الطريق أترغب أنت في ذلك؟"
خلف الجدار
عند هذه المرحلة عاد شعور الخوف من الفشل يسيطر على "تميم"، وتراجع عن السعي في العثور على جبن جديد ..قال "حمزة": إنك تعرف أنه إذا ما عملنا بجد ربما نجد الجبن خلف الجدار .. أمسك "حمزة" بالأزميل بينما استمر "تميم" في الطرق حتى أحدثا ثقباً في جدار المحطة لكنهما لم يجدا الجبن.

وبمرور الوقت أصبح القزمان ضعيفين نتيجة الشعور بالجوع والضغط، بدأ "تميم" يحدث نفسه في سخرية قائلاً: "حمزة" انظر إليَ، فإنني أقوم بنفس الشيء كل يوم وأتعجب من بقاء الحال على ما هو عليه دون تحسن"، وسأله "حمزة": أين وضعنا رداء العدو وأحذية الجري؟.. أمضيا وقتاً حتى وجدا هذه الأشياء، لأنهما طرحا كل شيء جانباً عندما عثرا جبن المحطة "ج".

ثم فكر "تميم" وقال: "في بعض الأحيان تتغير الأشياء ولا تعود لطبيعتها .. فالحياة تسير .. ولابد أن نسير نحن أيضا"ً، وصاح معلناً: "لقد حان وقت المتاهة"، ثم أخذ حجر ونحت صورة جبن على الجدار لـ"حمزة" كي يتأملها، وكتب "إذا لم تتغير .. فمن الممكن أن تفنى".

وعندما بدأ في السير داخل المتاهة نظر للخلف وشعر بالرغبة في العودة إليه، ثم تراجع عن شعوره وكتب على الحائط: "ماذا تفعل إذا لم تكن خائفاً؟"، ونظر عن يمينه إلى الجزء الذي لم يمر به في المتاهة وشعر بالخوف، وبعد ذلك أخذ نفساً عميقاً واتجه نحو اليمين، وحين شعر بالإحباط يتسرب إلى نفسه تذكر بأن ما كان يعتقد أنه غير مريح أفضل من البقاء في مكان ليس به جبن.
مرحباً بالتغيير
وعندما أعاد التفكير في الأمور أدرك أن قطعة الجبن التي وجدها في المحطة "ج" لم تختف بين عشية وضحاها فحجم الجبن كان يصغر شيئاً فشيئاً، وما تبقى منه أصبح لم يعد له مذاق جديد بل بدأت طبقة من العفن تظهر عليه، وبدأ يقتنع بأن التغيير لابد أن يقع سواء توقعناه أم لا؟ ولا يمكنك أن تفاجأ به إلا إذا لم تكن تتوقعه.

بدأ "تميم" يشعر بالسعادة .. وتوقف كي يكتب على الحائط: "عندما تتحرك متجاوزاً شعورك بالخوف، ستشعر بالحرية"، وبدأ يجري داخل المتاهة ولم يمض وقت طويل حتى عثر على محطة الجبن، وشعر بالسعادة وهو يلحظ قطع جبن جديدة قد وضعت بجانب المدخل، تذوقها فوجد طعمها ممتعاً ووضع بعضاً منها في جيبه كي يتناولها فيما بعد، ودخل إلى المحطة لكنه وجدها خاوية.

عاد "تميم" إلى محطة الجبن "ج" وعرض على "حمزة" أن يتناول بعض قطع الجبن الجديدة، لكن الأخير رفض العرض وقال: "لا أعتقد أنني سأستمتع بالجبن الجديد، فأنا لست معتاداً عليه، كل ما أريده هو جبني المفضل"، هز تميم رأسه وهو يشعر بخيبة الأمل، وعاود الانطلاق بمفرده من جديد.

واستمر يقطع دروب المتاهة بقوة وسرعة ولم يمضِ وقت طويل حتى حدث ما كان يتمناه وفي الوقت الذي شعر فيه بأنه سيظل بهذه المتاهة إلى الأبد، أفضت رحلته إلى نهاية سعيدة لقد عثر على جبن جديد في المحطة "ن" ولم يصدق ما رأته عيناه، جبال من الجبن الذي لم يره في حياته قط ولم يستطع التعرف على أنواعه، كما وقعت عيناه على صديقيه "بندق" و"زيزو" اللذين رحبا به.

سارع "تميم" إلى تناول قضمات من الجبن ثم خلع عنه حذاءه ووضعهما بالقرب منه حتى إذا احتاجهما مرة أخرى تناولهما سريعاً، وحينما أخذ كفايته صاح:"مرحباً بالتغيير".
نصائح "تميم" للتغيير
وتدبر الأخطاء التي ارتكبها في الماضي كي يخطط مستقبله:
- كيف يأخذ الأمور ببساطة؟ كيف يكون مرناً؟ وكيف يكون سريع التصرف؟
- تعلم ألا تبالغ في تعقيد الأمور .. وألا تقع فريسة لمعتقدات مفزعة.
- تعلم أن تلاحظ التغيرات البسيطة .. لكي تكون مستعداً للتغيير الجذري الذي قد يحدث في المستقبل.

أدرك "تميم" أنه بحاجة إلى التكيف سريعاً مع التغيير، لأنه إن لم يفعل ذلك فقد لا تأتيه تلك الفرصة أبداً، كما أدرك أن هناك دائماً جبناً جديداً أمام عينيك سواء لاحظته أم لم تلاحظه، وأنه لا توجد مشكلة من بعض الخوف إذا كان قد يحميك من خطر محقق، واكتشف أن معظم مخاوفه لم يكن لها ما يبررها، بل إنها منعته من أن يتغير في الوقت الذي كان لزاماً عليه أن يتغير.

ثم بدأ "تميم" في كتابة ملخص للدروس المستفادة من رحلته على أكبر حوائط المحطة "ن":
1- التغيير يحدث .. فلا شيئاً يبقى على حاله
2- قطع الجبن تتحرك باستمرار .. وفرصك أيضاً
3- توقع التغيير
4- استعد عندما يتحرك الجبن
5- راقب التغيير
6- اشتم رائحة الجبن كثيراً كي تعرف متى يصيبها العطب .. فتكون أكثر قدرة على التغيير
7- تكيف مع التغيير بسرعة فكلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم، استطعت أن تستمتع بالجبن الجديد.

وعلى الرغم من أن لديه مخزوناً كبيراً من الجبن، أصر "تميم" أن يخرج ليتجول في المتاهة كي يكون على علم بما يحدث من حوله، ثم أنصت إلى صوتٍ ظن أنه صوت حركة بالخارج وحينما أخذ الصوت يعلو تدريجياً أيقن أن شخصاً ما كان يقترب منه .

هل كان حمزة؟ هل كان يوشك على أن يظهر من بين أحد الأركان ؟
تمنى "تميم" أن يتمكن صديقه في النهاية من أن تحرك مع الجبن ويستمتع بذلك
ملك لترام
ملك لترام
Admin

ذكر عدد الرسائل : 251
تاريخ التسجيل : 28/03/2008

https://tram.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى